Thursday, February 9, 2012

فوزي سليمان .. وســـام ألمانيــا


بقلم : فريال كامل

أقام سفير ألمانيا السيد ميخائيل بوك والسيدة حرمه حفل استقبال بمنزلهما بالزمالك لتسليم الكاتب والناقد والناشط الثقافي فوزي سليمان وسام الاستحقاق من رئيس جمهورية ألمانيا، وقد دعي للحفل الذي اتسم بدفء مشاعر الصداقة والتقدير جمع من المثقفين والسينمائيين والفنانين، إذ تربط المحتفي به علاقة صداقة بكثير من المثقفين في مجالات عدة وأيضا من أجيال مختلفة، ومن الطريف أن حضر الحفل ثلاثة من تلاميذه هم محسن ويفي رئيس جمعية نقاد السينما المصريين والفنان عادل السيوي والمخرج الكبير مجدي أحمد علي. وقد ألقي سعادة سفير ألمانيا كلمة أشار في سياقها بالفضل لعاشق السينما فوزي سليمان الذي كرس الشطر الأعظم من جهده- علي مدار ثلاثين عاما- لتفعيل الحوار بين الثقافتين الألمانية والمصرية. نادي معهد جوته أسس سليمان نادي سينما معهد جوته بالقاهرة والذي عني بمتابعة برامجه كثر من المثقفين المصريين من أجيال متعاقبة وقد كان له فضل تعريف المثقفين في مصر بأفلام كبار المخرجين الألمان حين نظم برامج عرض الأفلام كبار المخرجين الألمان مثل «مرجريت فون تروتا» و «فولكر شلوندورف» و«فرنر هيرتسوج» و«فاتح أكين» غير احتفائية خاصة بالذكري العاشرة لرحيل «راينر فيرنز فاسبندر»، عرض خلالها مجموعة من أهم أفلامه التي تمت مناقشتها بواسطة عدد من كبار النقاد وقد تم نشرها في كتاب صدر عن النادي باللغة العربية، عرض نادي جوته أيضا أفلاما لكبار المخرجين المصريين مثل صلاح أبو سيف وتوفيق صالح ومحمد خان وداود عبدالسيد وغيرهم. يتمتع فوزي سليمان بشخصية ودودة جاذبة ، جمعت بين التواضع والثقافة الموسوعية، فلا يغيب عن الذاكرة احتشاد صالة العرض بالجمهور حين أقام احتفالية كبري بمناسبة مرور خمسين عاما علي عرض فيلم «بابا أمين» الفيلم الأول ليوسف شاهين، ليلتها تحدث المخرج الكبير بظرفه المعهود عن أسلوبه وجوانب من حياته. تستدعي الذاكرة احتفائيتين بمخرجين كبيرين رحلا عن عالمنا في صدر الشباب هما المخرج «رضوان الكاشف» الذي تضمن عرضا لتحفته «عرق البلح» بطولة المبدعة «شريهان» والاحتفاء أيضا بذكري المخرج «عاطف الطيب» التي تضمنت عرضا لمجمل أعماله تلاه ندوات شارك فيها كبار النقاد. لم يقتصر برنامج نادي السينما علي الأفلام الألمانية والمصرية بل عني بالانفتاح علي ثقافات أخري فنظم النادي أسبوعا للأفلام المجرية لاقي اقبالا، وعني سليمان بأن يمتد نشاط النادي إلي الأقاليم والصعيد فنظم بنجاح أسبوعا لأهم الأفلام الألمانية في أسوان وأيضا أسيوط، لم تقتصر البرامج علي عرض الأفلام الروائية بل عني بعرض الأفلام التسجيلية والقصيرة وإلقاء الضوء علي مخرجيها وانطلاقا من ذلك نظم «سليمان» مهرجان السينما المستقلة والذي مازال مستمرا إلي الآن، وبمبادرة من سليمان أيضا تبني نادي «معهد جوته» سياسة التعاون مع المؤسسات المصرية فنظم مع أكاديمية الفنون ورشا للعمل وفعّل برنامج الإنتاج المشترك وبناء عليه تم دعم إنتاج أفلام لعدد من المخرجين الشبان كانت من التميز بحيث تم قبول مشاركتها في مهرجانات دولية، وفي إطار سلك السياسة تم التعاون مع جمعية نقاد السينما المصريين لتنظيم حلقة بحث رائدة بعنوان «آفاق النقد السينمائي» شارك فيها بأوراق عدد من كبار النقاد ونظرا لأهمية الحدث عني سكرتير عام الاتحاد الدولي للنقاد السيد «أكلاوس أيدر» بحضور الحلقة وقد أطلعه سليمان علي عدد من أهم الأفلام المصرية الحديثة فقام بترشيح ثلاثة أفلام للمشاركة بصحبة مخرجيها في مهرجان «ميونخ» السينمائي الدولي وهي «يوم حلو ويوم مر» لخيري بشارة و«الحريف» لمحمد خلان و«البريء» لعاطف الطيب، ذلك الفيلم الذي أثار إعجاب جمهور المهرجان وتقدير الناقد. أحد الكبار يعد فوزي سليمان واحدا من جيل المؤسسين الكبار للثقافة السينمائية في مصر فتم انتخابه عضوا في مجلس إدارة نادي سينما القاهرة وأيضا عضوا بمجلس إدارة جمعية نقاد السينما المصريين كما ساهم في تأسيس مهرجان «الإسكندرية» السينمائي لدول البحر المتوسط وشغل منصب أمينه العام لمدة خمس دورات متتالية، كما شغل أيضا منصب الأمين العام لمهرجان «القاهرة» السينمائي الدولي، ومازال عضوا باللجنة العليا للمهرجان، حيث إنه من أكثر النقاد اهتماما بمتابعة مهرجانات السينما الدولية كناقد وأيضا كعضو في لجنة تحكيم النقاد «الفيرسي» مثل لوكارنو وموسكو وسان سبستيان وكاولو فيفاري وغيرهم، وهو الأمر الذي وطد صداقته بالعديد من كبار المخرجين في جميع أنحاء العالم، وقد سجل حوارات متفردة مع كثر منهم أمثال المخرج البولندي الكبير «زانوسي» والإيراني «أمير نادري» والافريقي «رمضان سليم» وقد قام فوزي سليمان بنشر مختارات من حواراته في كتابه «حوارات فوزي سليمان في السينما والمسرح والأدب» والذي تضمن أيضا حوارات مع مخرجين مصريين كبار أمثال صلاح أبو سيف وتوفيق صالح ويوسف شاهين وغيرهم. يعد الكاتب والناقد «فوزي سليمان» أحد أهم عشاق الثقافة والفنون بكل أطيافها، كتب عن الأفلام والمهرجانات في عديد من الصحف المصرية والعربية مثل «المساء اليومية» و«البيان الإماراتية» وغيرهما وهو يواصل الكتابة في جريدة «القاهرة» وغيرها، ولمجمل أعماله قامت جمعية الفيلم إحدي أعرق الجمعيات السينمائية- بتكريمه في عيدها السنوي كما كرمه المجلس الأعلي للثقافة واليوم بمناسبة تقليده وسام الاستحقاق من رئيس جمهورية ألمانيا يتمني له زملاؤه وتلاميذه دوام العطاء.


المصدر: جريدة الجمهورية

No comments:

Post a Comment