Sunday, February 5, 2012

دراسة ترصد أحوال السينما في ثلاثين عاماً

بقلم: حسام حافظ
تقييم سنوات حكم الرئيس السابق لم يقتصر علي الجانب السياسي والاقتصادي فقط بل اتجاه إلي تقييم السينما والفنون طوال ثلاثين عاماً منذ 1981 وحتي فبراير ..2011 كان موضوع ندوة جمعية نقاد السينما مع الناقد أسامة عبدالفتاح آخر رئيس تحرير لمجلة الفن السابع قبل توقفها عن الصدور بعد نشرة لدراسة طويلة تضم 7 أبواب عن السينما في هذه الفترة بدأت بالحديث عن الواقعية الجديدة في مطلع الثمانينيات وحتي سينما العشوائيات والسينما المستقلة قبل ثورة 25 يناير.
رصد أسامة عبدالفتاح مجموعة من الظواهر السينمائية خلال الفترة محل الدراسة منها صناعة عدد من كلاسيكيات السينما المصرية في الثمانينيات مثل “سواق الأتوبيس” لعاطف الطيب وزوجة رجل مهم لمحمد خان والطوق والأسورة لخيري بشارة إلي جانب استمرار الصراع علي القمة في السينما الجماهيرية بين عادل إمام ونادية الجندي انتهت باستمرار عادل إمام وحده علي القمة بعد اتجاهه لعمل مجموعة من الأفلام الجادة مثل “حب في الزنزانة” و”الإرهاب والكباب” وصولاً إلي “عمارة يعقوبيان” و”حسن ومرقص” وكلها أفلام تناقش قضايا المجتمع المصري لكن الناقد أخذ علي عادل إمام خضوعه لفكرة انه “الزعيم” حتي ظهر المضحكين الجدد الذين أزاحوه لفترة عن القمة لكنه سرعان ما عاد إليها مرة أخري.
سينما التسعينيات
ووصف الناقد سينما التسعينيات بأنها هروب من الواقع المرير إلي العبث والتهريج وتحدث عن سينما مواجهة الإرهاب خاصة مجموعة أفلام عادل إمام مع وحيد حامد وشريف عرفة وأفلام ضد الفساد مثل أفلام الراحل عاطف الطيب خاصة فيلم ضد الحكومة وأخيراً التمرد علي هذه النوعية من الأفلام حيث بدأت أفلام الكوميديا بجيل جديد من الشباب مثل محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وأحمد آدم ومحمد سعد وأحمد حلمي إلي جانب عدد من الأفلام التي وصفها الناقد بالذهبية مثل عفاريت الأسفلت وجنة الشياطين لأسامة فوزي الذي قدم بعد ذلك بحب السيما وبالألوان الطبيعية كذلك السنوات الأولي من القرن الجديد ظهرت مجموعة من المخرجين الشباب الجادين مثل محمد أمين مخرج أفلام فيلم ثقافي وليلة سقوط بغداد وبنتين من مصر إلي جانب هالة خليل وكاملة أبوذكري ومروان حامد وسامح عبدالعزيز مخرج فيلمي الفرح وكباريه إلي جانب أفلام العشوائيات لخالد يوسف مثل حين ميسرة مع استمرار المخرجين الكبار مثل محمد خان في بنات وسط البلد وشقة مصر الجديدة وداود عبدالسيد في رسايل البحر ويسري نصر الله في جنينة الأسماك واحكي يا شهرزاد.
رؤية صحفية
وبدأت مناقشة الدراسة بعد عرض الكاتب حيث أشار الناقد محسن ريفي رئيس جمعية النقاد إلي ضرورة الإشارة إلي الأفلام التسجيلية عند الحديث عن تاريخ السينما خلال أي فترة زمنية كذلك اعتبر دراسة أسامة عبدالفتاح مقطعاً رأسياً أو رؤية صحفية للسينما وليست رؤية نقدية عليه لأنها تفتقد إلي المنهج العلمي في تحليل الفترة موضوع البحث واتفق معه الناقد أسامة عبدالفتاح بأنها رصد للظواهر السينمائية خلال تلك المرحلة وليست تحليلاً نقدياً لأفلام تلك السنوات.
ولفتت الناقدة صفاء الليثي النظر إلي عدم تركيز البحث علي دور الرقابة في الحد من حرية الإبداع السينمائي خلال سنوات حكم مبارك وبحيث أن العديد من المشاريع تحطمت بسبب تعنت الرقابة التي حصرت المبدع في موضوعات معينة تجعل من الصعب مناقشة الأوضاع السياسية والاجتماعية في فترة الرئيس السابق.
السينما المستقلة
أشار الناقد أحمد حسونة إلي عدم اهتمام الكاتب بالسينما المستقلة رغم الحراك الفني الذي أحدثته حيث فتحت الباب لعدد كبير من الشباب للعمل وتقديم أفلام غير تقليدية مثل عين شمس لإبراهيم البطوط وهليوبوليس لأحمد عبدالله ومجموعة كبيرة من الأفلام التسجيلية ولولا هذه النوعية من الإنتاج ما كانت تلك الأعمال تري النور كما طالب بضرورة استكمال الدراسة حتي تغطي كامل الفترة التاريخية التي عاشتها مصر الفترة السابقة.
المصدر : جريدة الجمهورية

No comments:

Post a Comment