Monday, May 7, 2012

أسامة عبد الفتاح يكتب:

المطلوب لمواجهة هجمة الفاشية الدينية على الإبداع

** المخطط أكبر من قضايا ضد عادل إمام أو غيره من الفنانين.. ويستهدف الوطن نفسه

** لابد من مادة في الدستور الجديد لحماية حرية الإبداع بوضوح وبشكل قاطع لا يقبل التأويل

لم يعد السكوت ممكنا أو مقبولا بعد أن كشرت الفاشية الدينية عن أنيابها لتلتهم كعكة مصر ما بعد الثورة وحدها، وتفرض على جميع المصريين نمطا واحدا في التفكير والسلوك - وحتى في الشكل - يقوم على مبدأ السمع والطاعة من دون إعمال العقل، ويعتمد ثقافة الجهل والخرافات والغيبيات، ويميل إلى التطرف والغلو.. لم تعد بيانات الشجب والإدانة تكفي لمواجهة الخطر الداهم الذي يهدد بالقضاء على مصر كوطن حر متفتح متعدد الثقافات والحضارات والديانات، وينذر بتحويلها إلى إمارة ملالي مغلقة ومنغلقة على غرار إيران أو أفغانستان.

في الأسبوع الماضي، توالى ظهور نتائج "المجهود الكبير" الذي بذله "الجناح القضائي" للفاشيين الجدد خلال الشهور الماضية لإعادة دعاوى الحسبة إلى حياتنا، وإقامة محاكم تفتيش مصرية على الأفكار والضمائر لإسكات أي صوت حر مختلف عن "الكورال المتأسلم" المراد ألا نسمع غيره، وقطع ألسنة المبدعين لأن أعمالهم من الممكن أن تبصر الناس بالحقيقة وتنير لهم الطريق.. فقد أيدت محكمة مصرية، الثلاثاء الماضي، الحكم بحبس الفنان عادل إمام لاتهامه بازدراء الإسلام والتهكم عليه في بعض أعماله الفنية.. وبعد أقل من 48 ساعة، الخميس الماضي، رفضت محكمة أخرى دعوى مماثلة ضد إمام وعدد من صناع أفلامه.

وبعيدا عن تفاصيل الدعويين، من الواضح تماما أن المخطط أكبر من مجرد قضايا تستهدف الفنانين، وأنه يستهدف الوطن نفسه، وله - إلى جانب "الجناح القضائي" - عدة مخالب وأجنحة، منها "الجناح التشريعي"، الذي ينشط بدوره في مجلس الشعب هذه الأيام لتمرير مجموعة من القوانين العجيبة التي من شأنها تقويض حريات الرأي والتعبير والإبداع، وسنتحدث عنها في هذا المكان في حينها.

تساؤل في محله

وأعجبتني للغاية حيثيات محكمة جنح العجوزة في رفض الدعوى الثانية، حيث فندت المحكمة كل ما نسب لعادل إمام وغيره من الفنانين، مشددة على أن "حرية الرأي والتعبير من أهم مقومات النظم الديمقراطية وأن الانتقاص منها انتقاص من الحكم الديمقراطي السليم". وأضافت أن "توجيه الانتقادات لأي تيار فكري غير مجرّم وأن بعض المتشددين يصرون على تنصيب أنفسهم أوصياء وحراساً ومدافعين عن العقيدة ضد الأخطار". ومن أهم ما جاء في هذه الحيثيات، التساؤل الذي أطلقته المحكمة قائلة: "على فرض أن تلك الأعمال الفنية تتناقض مع فهم البعض للعقيدة، فهل معني ذلك أن يختزل الدين في فهمهم وتأويلهم؟ لماذا صوروا ما جاء في الأعمال الفنية على أنه خطر على العقيدة وهو في الحقيقة خطر على فهمهم وتأويلاتهم؟ الدين والعقيدة في نفوس المصريين كشعب متدين أقوى من أن يهددهما عمل فني، لكن ضعف موقفهم المستمد من الظلام والجهل هو الذي صور لهم ذلك". وردت المحكمة على ادعاء المحامي مقيم الدعوي بأن الأعمال الفنية التي أقام دعواه ضدها انطوت على ازدراء الدين الإسلامي وتحقير المسلمين عموما والجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين على وجه الخصوص، بأنه يجب التفرقة بين الدين والفكر الديني من جهة وبين ما هو مقدس وما هو غير مقدس. وفندت ادعاءات المدعي بأن العمل الفني يتضمن ازدراء للدين الإسلامي، وقالت عن استخدام لحن أنشودة أسماء الله الحسني في مسرحية "الزعيم" إنه من المعلوم أن اللحن الموسيقي عمل فني من وضع البشر وليس من الدين في شيء.

خطأ فادح

وحول تقليد الفنان عادل إمام للشيخ الشعراوي في فيلم "الواد محروس بتاع الوزير"، أكدت المحكمة أنه من الخطأ الفادح إضفاء صفة القداسة الدينية على رجال الدين أو على فكرهم.. وعن قول الفنان: "كيف أرشي الله؟" في فيلم"مرجان أحمد مرجان"، لم تر المحكمة في ذلك تطاولا على الذات الإلهية في شيء، حيث إنه سؤال استنكاري لعدم إمكانية حدوث ذلك، ولا يوجد ما يمنع من إظهار شخصية لا تؤمن بالله في عمل فني لأن المجتمع به مؤمنون وغير مؤمنين. وعن الادعاء بأن الأعمال الفنية بها تحقير للمسلمين عموما والجماعات والإخوان خصوصا، حيث تهكم عادل إمام علي هيئة وزي الملتحين والمنقبات في فيلمي "مرجان أحمد مرجان" و"الإرهابي"، أكدت المحكمة أن هذا من أمور السياسة ولا حصانة لها من النقد، خاصة أن الإخوان والجماعات أصبحت طرفا في المنظومة السياسية للبلاد وأنشأت أحزابا سياسية اشتركت بالفعل في الصراع السياسي، والنقد هنا للجماعات الإسلامية وليس للنقاب أو اللحية، وهو من منطلق الانتقاد الاجتماعي ومعالجة القضية الحيوية التي تتناولها أعمال فنية كثيرة. ويلفت النظر في الحيثيات، بعدها الثقافي إن جاز القول، حيث نصت على أن الأعمال الفنية من خيال المبدع ولا عقاب على خيال، كما استشهدت بأقوال وأفكار علماء الإسلام، كالإمام محمد عبده ومنهج ابن رشد وجمال الدين الأفغاني والإمام أبو حامد الغزالي، وببعض الأعمال الأدبية التي عالجت قضية الهوية مثل "قنديل أم هاشم" ليحيى حقي و"عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم و"موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح.

غضب عارم

وبقدر ما رحب المثقفون برفض الدعوى الثانية، وردد عدد من الفنانين هتافات مثل "حرية حرية.. يسقط يسقط حكم المرشد" عقب النطق بالحكم، بقدر ما أثار الحكم بحبس عادل إمام موجة غضب عارمة بين المبدعين خوفا على حريتهم وحقوقهم.. وأصدرت عدة هيئات وجمعيات ثقافية وحقوقية بيانات لإدانة الهجمة على الإبداع، ومنها جبهة الإبداع المصري، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وجمعية نقاد السينما المصريين.. كما أعلنت نقابتا الممثلين والسينمائيين وقوفهما وراء عادل إمام ووراء كل الفنانين والمبدعين ممن يمثلون أمام القضاء في قضايا مماثلة.

وتخطت ردود الفعل حدود مصر، حيث نددت منظمة العفو الدولية بالحكم، وقالت إنه يوجه رسالة مفادها أن مصر لم تتنازل عن إرث عهد الرئيس السابق حسنى مبارك في مجال حرية التعبير.. وأكدت - في بيان - "أن عادل إمام وصناع الأفلام التي مثل فيها والتي تم على أساسها رفع القضية، يجب ألا يعاقبوا لتعبيرهم عن الرأي بشكل سلمي". وتركزت بيانات الهيئات والجمعيات الأهلية، وتصريحات المسئولين عنها، على أن نزع أي جزء من مكونات الأعمال الفنية من سياقها والحكم عليه منفرداً، يعتبر إخلالاً بها وتعاملاً معها بمنطق "ولا تقربوا الصلاة"، وأن حرية الفنان – اتفقنا أو اختلفنا معه سياسياً – تبقى الأصل الذي يجمعنا ويوحدنا ويدفعنا لخوض معارك ندافع فيها عن حق الفنان فى أن يعبر، ولا يمكن أن تكون وسائل مراجعة المبدع قمعية بأي شكل من الأشكال.. كما رأت في هذا النوع من القضايا خروجاً عن السياق الوطني العام، واعتداء على حريات كفلتها للإنسان كافة الشرائع السماوية والدساتير الإنسانية.

ضربة موجعة واتفقت جموع المثقفين والمبدعين على أن هذا الاتجاه الخطير يشكل ضربة موجعة لحرية التعبير وحرية الإبداع، ويفتح الباب أمام المحتسبين لرفع المزيد من قضايا الحسبة الدينية والسياسية وفرض نوع جديد من الرقابة على الإبداع غير ذلك الذي حدده القانون من دون أن يكون لهم أي صفة أو مصلحة.. ولفتت إلى أن القانون المصري واللوائح المنظمة للأعمال الفنية حددت الطرق التي يجب أن تمر بها هذه الأعمال قبل عرضها على الجمهور، ومنها جهاز الرقابة الذي وافق عليها وسمح بتنفيذها، ويقوم التليفزيون المصري بعرضها منذ أكثر من 15 عاما، وليس من المنطقي أن يعاقب صناعها الآن رغم مرورها بكل تلك المراحل.

شخصيا لي رأي واضح ومنشور منذ سنوات في عادل إمام وأعماله، وأختلف معه سياسيا وفنيا، لكنني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا لحصوله - وغيره من المبدعين - على حريتهم وحقهم في التعبير وإبداء الرأي.. وأرى أن كل أشكال الإدانة والاحتجاج لا تكفي لمواجهة الفاشية الدينية والمتأسلمين، وأنه لابد من إصدار تشريع يحمي الفكر والفن وأهلهما من الملاحقة القضائية على أساس ديني أو أخلاقي، خاصة بعد تكرار هذه القضايا التي تعود بالمجتمع إلى العصور الوسطى، بل لابد من مادة في الدستور الجديد المزمع إصداره لحماية حرية الإبداع بوضوح وبشكل قاطع لا يقبل التأويل.. فهل تستجيب التأسيسية، أي تأسيسية؟

أسامة عبد الفتاح يكتب:

نادي "كان" السينمائي يشرك كل لاعبيه الكبار

** كياروستامي ولوتش وهانيكي وكروننبرج وأكين وفينتربرج في قوائم "الاختيارات الرسمية" كالعادة

** تأكيد انفراد "القاهرة" منذ أسبوعين باشتراك مصر في المسابقة الرسمية بفيلم يسري نصر الله

تكشف قراءة قوائم "الاختيارات الرسمية" للدورة الخامسة والستين من مهرجان "كان" السينمائي الدولي، والتي أعلنت الخميس الماضي، أن المهرجان الأهم والأشهر في العالم - المقرر إقامته من 16 إلى 27 مايو المقبل متأخرا عن موعده الأصلي أسبوعا بسبب ظروف انتخابات الرئاسة الفرنسية - ما زال يمضي قدما في طريق التحول إلى "ناد" شبه مغلق لا يدخله أو يتمتع بخدماته سوى عدد محدود ومعروف من "الأعضاء"، أو المخرجين، الذين أكاد أن أجزم أن أفلامهم يتم اختيارها قبل مشاهدتها وقبل حتى أن ينتهي تنفيذها.. وإذا لم يكن لهؤلاء "الأعضاء" أفلام، يتم ترشيحهم للجان تحكيم المهرجان المختلفة - كما حدث هذا العام مع عضو النادي القديم المخرج الإيطالي ناني موريتي، الذي اختير لرئاسة لجنة التحكيم الرئيسية - أو يجري تكليفهم بإلقاء "درس السينما" على رواد المهرجان، أو بأي نشاط آخر، المهم أن يكونوا موجودين!

وتوضح قوائم الاختيارات أن مسئولي المهرجان قرروا أن يلعبوا هذا العام بكل أوراقهم المتاحة، ويشركوا كل لاعبيهم الكبار، خاصة أنهم يرون أن الوصول إلى الدورة رقم 65 أمر يستحق الاحتفال، واختاروا من أجله "تورتة" في أفيش المهرجان تطفئ شمعتها نجمة هوليوود الأشهر عير التاريخ مارلين مونرو، بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيلها، التي تحل في أغسطس المقبل.. ومن بين أعضاء نادي "كان" الذين كشف المهرجان عن اشتراكهم هذا العام في الأقسام الرسمية، المخرجون الكبار عباس كياروستامي وكين لوتش ومايكل هانيكي وديفيد كروننبرج وفاتح أكين وتوماس فينتربرج.

وتأكيدا لانفراد "القاهرة" في هذا المكان قبل أسبوعين - بالعدد رقم 618 الصادر في 10 أبريل 2012 - أعلن مهرجان "كان" عن مشاركة المخرج الكبير يسري نصر الله في المسابقة الرسمية بفيلمه الجديد "بعد الموقعة"، الذي يحمل كذلك اسم "ريم ومحمود وفاطمة"، في أول مشاركة مصرية منذ 15 عاما، حين خاض المخرج الكبير يوسف شاهين المسابقة عام 1997 بفيلمه "المصير".

تجربة فريدة

نصر الله هو الاسم العربي الوحيد في المسابقة، وفي الأقسام الرسمية بشكل عام، باستثناء مشاركة المخرج الفرنسي من أصل مغربي، نبيل عيوش، في قسم "نظرة ما" بفيلم "خيول الرب".. و"بعد الموقعة"، أي بعد

الثورة، تجربة فريدة كما وصفه مخرجه في العديد من التصريحات الصحفية والتليفزيونية، حيث لم يكن هناك سيناريو مسبق بالمعنى المفهوم، بل خمس ورقات فقط، وقرر نصر الله الكتابة والإخراج تدريجيا والتعديل المستمر مع تطور الأحداث، بين الاستفتاء على التعديلات الدستورية، الذي أجري في 19 مارس 2011، والانتخابات التشريعية التي انطلقت 28 نوفمبر من نفس العام.

يتتبع الفيلم 5 شخصيات أساسية: "ريم" (منة شلبي)، وهي ناشطة سياسية تعمل في إحدى شركات الإعلانات، ولكنها تواجه مشكلة في عملها عندما تقرر الشركة تنفيذ حملة للتوعية من خلال الاستعانة بكومبارس.. بينما يجسد باسم سمرة دور "محمود"، وهو فقير متزوج من "فاطمة" (ناهد السباعي) ولديهما طفلان، ويمثلان الطبقة الفقيرة أو المعدومة التي تعانى في البحث عن قوت يومها.. والشخصية الرابعة سيدة تهتم بحقوق الحيوان (فيدرا)، وعندما تنغمس في الواقع تكتشف أن الإنسان لم يحصل على أدنى حقوقه.. أما الشخصية الأخيرة فهي ناشطة سياسية تجسد دورها سلوى محمد علي.

ويتنقل الفيلم بين ميدان التحرير ونزلة السمان وأماكن أخرى، وكان من المفترض أن ينتهي تصويره في نوفمبر الماضي، مع الانتخابات الرئاسية وفقاً للخطة التي أعلنها المجلس العسكري في فبراير 2011، إلا أن تأخر الأمر حتى ميعاد جديد في يونيو المقبل، جعل أحداث الفيلم تنتهي مع "مليونية الفرصة الأخيرة" التي شهدها ميدان التحرير يوم الجمعة 25 نوفمبر الماضي.. وقال نصر الله إنه صور الفيلم بكاميرا ARRI ALEXA ديجيتال فائقة الجودة، وأجرى عمليات ما بعد التصوير في معامل فرنسا.



مادة الأفلام



قدم نصر الله فيلمين - حتى الآن - عن الثورة، أحدهما قصير والآخر طويل، بعكس سينمائيين كثيرين يرون أن الوقت لم يحن بعد لتقديم فيلم حقيقي عما حدث في مصر بدءا من 25 يناير 2011، وعن ذلك قال: "أعتقد أن السينما الروائية الطويلة تعاني بشكل عام من أزمة وارتباك وعدم استقرار، والأفلام التي عرضت - سواء قبل الثورة أو بعدها - واجهت ظروفا صعبة، وهناك من يفكر بمنطق أن الوقت مازال مبكرا على تقديم أفلام عن الثورة وأننا نحتاج أن نعرف (راسنا من رجلينا)، رغم أن هناك حالة تجعل أي شخص منفعلاً وهذا الانفعال هو المادة التي عادة تقدم من خلالها الأفلام" .

وأضاف أن الأفلام التي قدمت عن الثورة ربما لم تكن على مستوى الحدث لأننا كمواطنين لم نكن على مستواه المليء بالتعقيدات والأسئلة، مشيرا إلى أن ثورة 25 يناير لا تحتاج إلى فيلم مثل "رد قلبي"، الذي قدم عن ثورة يوليو، أو أفلام حرب أكتوبر التي ليس من بينها عمل يعبر عن ذلك الانتصار العظيم . وقال: "كلمة (لسه بدري) على تقديم فيلم عن الثورة تجعلني أشعر كما لو أننا عاجزون، ولا يصح أن أكون منفعلا بحالة ولدى صور ومشاعر وأشخاص حقيقيون وأحداث وكل هذه (اللخبطة) الموجودة والتي تعتبر المادة الخام للفن ولا أقدمها في فيلم.. إذا لم أقدم فيلما وأنا منفعل، فمتى سأقدمه؟" .

والمعروف أن نصر الله له العديد من المشاركات السابقة في مهرجان "كان"، أبرزها عرض فيلمه "سرقات صيفية" في قسم "نصف شهر المخرجين" عام 1988، وفيلمه الكبير "باب الشمس" خارج المسابقة عام 2004، بالإضافة لإخراجه أحد الأجزاء العشرة لفيلم "18 يوما"، الذي عرضه مهرجان "كان" العام الماضي في إطار برنامج تكريم مصر بعد ثورة 25 يناير.



مملكة طلوع القمر

واختير فيلم "مملكة طلوع القمر"، المشارك في المسابقة الرسمية، لافتتاح مهرجان "كان" هذا العام، وهو من إخراج ويس أندرسون الذي شارك في كتابة السيناريو مع رومان كوبولا، نجل المخرج الشهير فرانسيس فورد كوبولا.. وتدور قصته في ستينيات القرن الماضي، حول شابين عاشقين يهربان من ديارهما بحثا عن حياة جديدة صاخبة. ويبدأ عرض الفيلم بدور العرض الفرنسية في نفس تاريخ عرضه بالمهرجان. أما في الختام، فيعرض - خارج المسابقة - فيلم "تريز ديسكيرو"، آخر أعمال المخرج الفرنسي الكبير الراحل كلود ميلر، الذي غيبه الموت في الرابع من أبريل الحالي.

إلى جانب "بعد الموقعة" وفيلم الافتتاح، يشارك في المسابقة الرسمية 20 فيلما، أبرزها: "كوزموبوليس" للكندي ديفيد كروننبرج، و"حب" للنمساوي مايكل هانيكي، و"مثل شخص يحب" للإيراني عباس كياروستامي، و"نصيب الملائكة" للبريطاني كين لوتش، و"المطاردة" للدنماركي توماس فينتربرج.

ويعرض في قسم "نظرة ما" 17 فيلما من بينها فيلم عيوش، وفي قسم "خارج المسابقة" ثلاثة أفلام، أهمها "أنت وأنا" للمخرج الإيطالي الكبير برناردو برتولوتشي، وفي عروض منتصف الليل فيلمان، وفي قسم "عروض خاصة" ثمانية أفلام، أبرزها "الجنة الملوثة" للألماني من أصل تركي فاتح أكين.. وبمناسبة الدورة الخامسة والستين، يعرض الفيلم التسجيلي "يوم خاص" (53 ق)، الذي صنعه رئيس المهرجان، جيل جاكوب، بنفسه بالاشتراك مع صامويل فور، ويدور حول كواليس مهرجان "كان"، خاصة في دورته الستين