Saturday, March 31, 2012

برنامج شهر أبريل



برنامج شهر أبريل

الأحد ١ أبريل 2012
تيارات سينمائية معاصرة عرض فيلم تراب الزمن
 The Dust of Time directed by Theo Angelopoulos
 تقديم: أحمد حسونة

الأحد ٨ أبريل 2012
أفلام مخرجات عربيات ببرلين
تقديم : محمد الروبي مع حضور أمل رمسيس

الأحد ١٥ أبريل 2012
مابعد الماركسية و النقد السينمائي مع عرض فيلم
تقديم: وفاء والي و أحمد حسونة

الأحد ٢٢ أبريل 2012
برنامج أستعادي لهاشم النحاس و عرض أفلامه
إعداد: صفاء الليثي

الأحد ٢٩ أبريل 2012
عرض فيلم " هلا لوين" إخراج نادين لبكى
الحائز على جائزة أفضل فيلم غير مصرى عرض عام 2011
تقديم: محسن ويفي

Tuesday, March 6, 2012

تقريري عن فيلم "الفنان" في "القاهرة" 6 مارس 2012


أسامة عبد الفتاح يكتب:

صراع على "فنان" الأوسكار بين أمريكا وفرنسا

** "لونوفال أوبسرفاتور": "الفيلم فاز بخمس جوائز أوسكار لأن الأمريكيين لم يفطنوا إلى أنه فرنسي"

** اتهمته كيم نوفاك بسرقة موسيقى فيلم "دوار" لهيتشكوك فرد مخرجه: "صنعت رسالة حب للسينما"

ما إن حقق فيلم "الفنان"، للمخرج ميشيل هازانافيسيوس، نجاحه الكبير بالفوز بخمس جوائز أوسكار في 26 فبراير الماضي، من بينها أحسن فيلم، متوجا اكتساحه موسم الجوائز الأمريكية، وكذلك جوائز "سيزار" الفرنسية و"بافتا" البريطانية، حتى شهدت الأوساط الإعلامية والفنية - في كل من فرنسا والولايات المتحدة - جدلا واسعا حول هوية الفيلم، وما إذا كان فرنسيا أم أمريكيا، حيث نسبه كل جانب إلى نفسه، وعدّد أسبابه ومبرراته..

الجانب الأمريكي اعتمد على أن الفيلم تم تصويره في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، وبطاقم عمل أمريكي، وأنه يتحدث عن هوليوود العشرينيات من القرن الماضي، وأن شركة أمريكية هي التي اشترت حقوق توزيعه وعرضه، وأنه لو كان أجنبيا لخاض مسابقة الأوسكار في فئة الأفلام الأجنبية.. ولعل ذلك ما دفع الموقع الإلكتروني الرسمي للفيلم في الولايات المتحدة إلى وصفه بأنه أول فيلم أمريكي للمخرج والسيناريست الفرنسي المعروف ميشيل هازانافيسيوس، علما بأن الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم السينما، التي تمنح جوائز الأوسكار، تعاملت مع الفيلم على أنه فرنسي، وكذلك كبريات الصحف والقنوات التليفزيونية الأمريكية.

أما الجانب الفرنسي، فلم يقبل أي تشكيك في هوية الفيلم، معتمدا على أن شئون كتابته وإخراجه وإنتاجه والتمثيل فيه، قام عليها فرنسيون، إلى درجة أن كبار السياسيين استغلوا انتصار الفيلم لتحقيق مكاسب انتخابية قبل انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها الربيع المقبل.. فقد قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في تصريحات إذاعية: "هذا نجاح هائل للسينما الفرنسية.. أعجبت للغاية بفيلم (الفنان) بالطبع"، ووصف أداء جان دوجاردان، بطل الفيلم الفائز بأوسكار أفضل ممثل، بأنه مبهر. أما منافسه الاشتراكي فرانسوا هولوند، فقال على موقعه الإلكتروني: "برافو لفريق عمل الفيلم بالكامل، وبرافو للسينما الفرنسية".

تعليق طريف

وكان لمجلة "لونوفال أوبسرفاتور" الفرنسية العريقة تعليق طريف على الحدث، حيث قالت إن الفيلم فاز بخمس جوائز أوسكار لأن الأمريكيين اعتبروه أمريكيا، ولم يفطنوا إلى أنه فرنسي.. وأضافت أنه لم يدرج ضمن فئة الأفلام الأجنبية الناطقة بغير الإنجليزية لأنه صامت!

وإلى جانب جائزتي أوسكار أفضل فيلم، وممثل، حصد "الفنان" جوائز الإخراج وتصميم الأزياء والموسيقى التصويرية.. وساد شعور وطني بالفخر فرنسا كلها بعد هذه الانتصارات، وعمت البلاد الاحتفالات، وأعادت محطات التليفزيون مرارا وتكرارا الكلمة التي ألقاها الممثل الفرنسي دوجاردان لدى تسلمه الجائزة، وكتبت صحيفة "لوموند" العريقة في صفحتها الأولى، أسفل صورة دوجاردان وهو يرفع تمثال الأوسكار في انتشاء: "نصر فرنسي في هوليوود".

وقال الممثل الفرنسي لاذاعة (آر.تي.إل): "أحسست كمن يأخذ حماما ساخنا ولا يريد أن يخرج منه. الضغط يتلاشى ويحل محله شعور ممتع للغاية". وفي الأسبوع الماضي نشرت مجلة "باري ماتش" الشهيرة لقاء مطولا مع الممثلة ألكسندرا لامي، زوجة دوجاردان - التي تنتظر عرض ثلاثة أفلام تشارك فيها - قالت فيه إن سلوك الفرنسيين اختلف منذ ترشيح زوجها لنيل الأوسكار. وأوضحت: "كانوا يشجعون جان.. كانوا يريدونه أن يفوز من أجلهم، من أجل فرنسا. نتصور وكأننا عدنا إلى عام 1998 خلال مباريات كأس العالم لكرة القدم حين فازت فرنسا بالكأس".

وتحول دوجاردان، الذي فاز أيضا بجائزة أحسن ممثل عن نفس الدور بمهرجان "كان" في مايو الماضي، إلى بطل قومي في بلاده، باعتباره أول فرنسي على الإطلاق يفوز بأوسكار أفضل ممثل، ورفعه الجمهور والنقاد إلى مصاف النجوم الفرنسيين الكبار من أمثال موريس شوفالييه وإيف مونتان، رغم أنه أبدى عشقه لكل ما هو أمريكي، وقلد بول نيومان وروبرت دي نيرو ورقص على الطريقة الأمريكية خلال استضافته في "توك شو" المذيع الأمريكي الشهير جاي لينو.. وكان ذلك نفس سلوك المخرج هازانافيسيوس، الفرنسي من أصل ليتواني، الذي أهدى أوسكار أفضل مخرج للمخرج الأمريكي الكبير الراحل بيلي وايلدر ثلاث مرات، ولم يهده لسواه، كما أنه كان أصلا قد صنع فيلمه حبا في هوليوود العشرينيات والسينما الأمريكية الكلاسيكية.

اتهام قاس

وفي إطار الصراع، وجهت الممثلة الأمريكية القديمة، كيم نوفاك، اتهاما قاسيا لفيلم "الفنان" وصناعه، حيث قالت إنهم "اغتصبوا" فيلم ألفريد هيتشكوك الشهير "دوار" (1958)، الذي شاركت في بطولته.. وأوضحت أن لودوفيتش بورس، مؤلف موسيقى "الفنان"، والحائز عنه على جائزة الأوسكار، سرق لحنا رئيسيا قدمه نظيره المعروف برنارد هرمان في فيلم "دوار"، مشيرة إلى أن صناع "الفنان" سعوا للحصول على مجد لا يستحقونه على أكتاف هيتشكوك وهرمان، وقالت بالحرف الواحد: "عار عليهم"!

وردا عليها، أصدر هازانافيسيوس بيانا قال فيه: "صنعنا فيلمنا كرسالة حب إلى السينما، واعتبرناه نتاجا لاحترامنا وإعجابنا بالأفلام على مر التاريخ. كانت أعمال هيتشكوك، ولانج، وفورد، ولوبيتش، ومورنو، ووايلدر، مصدر إلهامنا. شخصيا، أحب برنارد هرمان وموسيقاه التي استخدمت في العديد من الأفلام، وسعيد للغاية بأنها موجودة في فيلمي. أحترم كيم نوفاك بشدة وأشعر بالأسف لأنها لا توافقني الرأي".. كما قال لقناة "سي. إن. إن" الأمريكية: "استخدمت موسيقى من فيلم آخر، لكن ذلك ليس ضد القانون. لقد طلبنا ذلك، وحصلنا على الإذن، ودفعنا المقابل المادي. هناك أفلام كثيرة مليئة بموسيقى أفلام أخرى، ولا أرى في ذلك أي مشكلة".

"الفنان"، الذي أعتبره شخصيا - وبلا جدال - فرنسيا لأن الأفلام الآن تنسب لمخرجيها، فيلم مستقل، ويعد إنتاجا صغيرا بمعايير السينما العالمية، حيث تكلف 15 مليون دولار فقط، ورغم ذلك حقق إيرادات عالمية بلغت 77 مليون دولار حتى 29 فبراير الماضي.. وكان قد حصل، قبيل حفل الأوسكار، على أربع من جوائز الروح المستقلة الأمريكية التي تكرم الأفلام المستقلة التي تقل ميزانيتها عن 20 مليون دولار.

الحنين إلى الماضي

لم يبالغ هازانافيسيوس في وصف فيلمه، فهو بالفعل تحية إلى فن السينما الساحر، خاصة في بداياته.. صنع صامتا بالأبيض والأسود، ليفجر مشاعر الحنين العاطفية إلى الماضي الكلاسيكي الجميل، واعتمد على الموسيقى والاستعراضات الراقصة ليحقق متعة نادرة لمشاهديه، وليصبح أول فيلم صامت يحصل على أوسكار أفضل فيلم منذ عام 1927.. وهذا العام تحديدا هو الذي يعود إليه المخرج - وهو أيضا كاتب السيناريو - ليحكي قصة نجم سينمائي للأفلام الصامتة في هوليوود يصبح في نظر المنتجين السينمائيين بلا قيمة مع بداية ظهور الفيلم الناطق، ومع تدهور أحواله يضطر لبيع كل ما يملك ليستطيع أن يعيش، ثم يصيبه الإحباط الكامل فيحرق بيته، ويصبح على وشك الموت.

ويجد البطل الخلاص في الحب، حيث يبتسم الحظ لفتاة بدأت "كومبارس" معه في أحد أفلامه، وتتحول إلى نجمة شهيرة مع ظهور السينما الناطقة، لكنها لا تنسى مشاعر الحب والإعجاب التي تكنها له، فتمد له يد الوفاء والإخلاص وتعيده إلى فنه الذي أحبه، السينما، عن طريق إقناعه بأن يقدما سويا أفلاما راقصة.. عمل بسيط وشديد العمق والعذوبة في نفس الوقت، استطاع أن يتفوق على أفلام هوليوود التي تكلفت مئات الملايين من الدولارات، ليثبت مجددا أن الفن العظيم يصنع بالأفكار الكبيرة والمشاعر الصادقة، وليس بالمال الوفير. ومن المقرر طرح الفيلم على اسطوانات "دي. في. دي" في 24 أبريل المقبل.