Monday, May 7, 2012


أسامة عبد الفتاح يكتب:

نادي "كان" السينمائي يشرك كل لاعبيه الكبار

** كياروستامي ولوتش وهانيكي وكروننبرج وأكين وفينتربرج في قوائم "الاختيارات الرسمية" كالعادة

** تأكيد انفراد "القاهرة" منذ أسبوعين باشتراك مصر في المسابقة الرسمية بفيلم يسري نصر الله

تكشف قراءة قوائم "الاختيارات الرسمية" للدورة الخامسة والستين من مهرجان "كان" السينمائي الدولي، والتي أعلنت الخميس الماضي، أن المهرجان الأهم والأشهر في العالم - المقرر إقامته من 16 إلى 27 مايو المقبل متأخرا عن موعده الأصلي أسبوعا بسبب ظروف انتخابات الرئاسة الفرنسية - ما زال يمضي قدما في طريق التحول إلى "ناد" شبه مغلق لا يدخله أو يتمتع بخدماته سوى عدد محدود ومعروف من "الأعضاء"، أو المخرجين، الذين أكاد أن أجزم أن أفلامهم يتم اختيارها قبل مشاهدتها وقبل حتى أن ينتهي تنفيذها.. وإذا لم يكن لهؤلاء "الأعضاء" أفلام، يتم ترشيحهم للجان تحكيم المهرجان المختلفة - كما حدث هذا العام مع عضو النادي القديم المخرج الإيطالي ناني موريتي، الذي اختير لرئاسة لجنة التحكيم الرئيسية - أو يجري تكليفهم بإلقاء "درس السينما" على رواد المهرجان، أو بأي نشاط آخر، المهم أن يكونوا موجودين!

وتوضح قوائم الاختيارات أن مسئولي المهرجان قرروا أن يلعبوا هذا العام بكل أوراقهم المتاحة، ويشركوا كل لاعبيهم الكبار، خاصة أنهم يرون أن الوصول إلى الدورة رقم 65 أمر يستحق الاحتفال، واختاروا من أجله "تورتة" في أفيش المهرجان تطفئ شمعتها نجمة هوليوود الأشهر عير التاريخ مارلين مونرو، بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيلها، التي تحل في أغسطس المقبل.. ومن بين أعضاء نادي "كان" الذين كشف المهرجان عن اشتراكهم هذا العام في الأقسام الرسمية، المخرجون الكبار عباس كياروستامي وكين لوتش ومايكل هانيكي وديفيد كروننبرج وفاتح أكين وتوماس فينتربرج.

وتأكيدا لانفراد "القاهرة" في هذا المكان قبل أسبوعين - بالعدد رقم 618 الصادر في 10 أبريل 2012 - أعلن مهرجان "كان" عن مشاركة المخرج الكبير يسري نصر الله في المسابقة الرسمية بفيلمه الجديد "بعد الموقعة"، الذي يحمل كذلك اسم "ريم ومحمود وفاطمة"، في أول مشاركة مصرية منذ 15 عاما، حين خاض المخرج الكبير يوسف شاهين المسابقة عام 1997 بفيلمه "المصير".

تجربة فريدة

نصر الله هو الاسم العربي الوحيد في المسابقة، وفي الأقسام الرسمية بشكل عام، باستثناء مشاركة المخرج الفرنسي من أصل مغربي، نبيل عيوش، في قسم "نظرة ما" بفيلم "خيول الرب".. و"بعد الموقعة"، أي بعد

الثورة، تجربة فريدة كما وصفه مخرجه في العديد من التصريحات الصحفية والتليفزيونية، حيث لم يكن هناك سيناريو مسبق بالمعنى المفهوم، بل خمس ورقات فقط، وقرر نصر الله الكتابة والإخراج تدريجيا والتعديل المستمر مع تطور الأحداث، بين الاستفتاء على التعديلات الدستورية، الذي أجري في 19 مارس 2011، والانتخابات التشريعية التي انطلقت 28 نوفمبر من نفس العام.

يتتبع الفيلم 5 شخصيات أساسية: "ريم" (منة شلبي)، وهي ناشطة سياسية تعمل في إحدى شركات الإعلانات، ولكنها تواجه مشكلة في عملها عندما تقرر الشركة تنفيذ حملة للتوعية من خلال الاستعانة بكومبارس.. بينما يجسد باسم سمرة دور "محمود"، وهو فقير متزوج من "فاطمة" (ناهد السباعي) ولديهما طفلان، ويمثلان الطبقة الفقيرة أو المعدومة التي تعانى في البحث عن قوت يومها.. والشخصية الرابعة سيدة تهتم بحقوق الحيوان (فيدرا)، وعندما تنغمس في الواقع تكتشف أن الإنسان لم يحصل على أدنى حقوقه.. أما الشخصية الأخيرة فهي ناشطة سياسية تجسد دورها سلوى محمد علي.

ويتنقل الفيلم بين ميدان التحرير ونزلة السمان وأماكن أخرى، وكان من المفترض أن ينتهي تصويره في نوفمبر الماضي، مع الانتخابات الرئاسية وفقاً للخطة التي أعلنها المجلس العسكري في فبراير 2011، إلا أن تأخر الأمر حتى ميعاد جديد في يونيو المقبل، جعل أحداث الفيلم تنتهي مع "مليونية الفرصة الأخيرة" التي شهدها ميدان التحرير يوم الجمعة 25 نوفمبر الماضي.. وقال نصر الله إنه صور الفيلم بكاميرا ARRI ALEXA ديجيتال فائقة الجودة، وأجرى عمليات ما بعد التصوير في معامل فرنسا.



مادة الأفلام



قدم نصر الله فيلمين - حتى الآن - عن الثورة، أحدهما قصير والآخر طويل، بعكس سينمائيين كثيرين يرون أن الوقت لم يحن بعد لتقديم فيلم حقيقي عما حدث في مصر بدءا من 25 يناير 2011، وعن ذلك قال: "أعتقد أن السينما الروائية الطويلة تعاني بشكل عام من أزمة وارتباك وعدم استقرار، والأفلام التي عرضت - سواء قبل الثورة أو بعدها - واجهت ظروفا صعبة، وهناك من يفكر بمنطق أن الوقت مازال مبكرا على تقديم أفلام عن الثورة وأننا نحتاج أن نعرف (راسنا من رجلينا)، رغم أن هناك حالة تجعل أي شخص منفعلاً وهذا الانفعال هو المادة التي عادة تقدم من خلالها الأفلام" .

وأضاف أن الأفلام التي قدمت عن الثورة ربما لم تكن على مستوى الحدث لأننا كمواطنين لم نكن على مستواه المليء بالتعقيدات والأسئلة، مشيرا إلى أن ثورة 25 يناير لا تحتاج إلى فيلم مثل "رد قلبي"، الذي قدم عن ثورة يوليو، أو أفلام حرب أكتوبر التي ليس من بينها عمل يعبر عن ذلك الانتصار العظيم . وقال: "كلمة (لسه بدري) على تقديم فيلم عن الثورة تجعلني أشعر كما لو أننا عاجزون، ولا يصح أن أكون منفعلا بحالة ولدى صور ومشاعر وأشخاص حقيقيون وأحداث وكل هذه (اللخبطة) الموجودة والتي تعتبر المادة الخام للفن ولا أقدمها في فيلم.. إذا لم أقدم فيلما وأنا منفعل، فمتى سأقدمه؟" .

والمعروف أن نصر الله له العديد من المشاركات السابقة في مهرجان "كان"، أبرزها عرض فيلمه "سرقات صيفية" في قسم "نصف شهر المخرجين" عام 1988، وفيلمه الكبير "باب الشمس" خارج المسابقة عام 2004، بالإضافة لإخراجه أحد الأجزاء العشرة لفيلم "18 يوما"، الذي عرضه مهرجان "كان" العام الماضي في إطار برنامج تكريم مصر بعد ثورة 25 يناير.



مملكة طلوع القمر

واختير فيلم "مملكة طلوع القمر"، المشارك في المسابقة الرسمية، لافتتاح مهرجان "كان" هذا العام، وهو من إخراج ويس أندرسون الذي شارك في كتابة السيناريو مع رومان كوبولا، نجل المخرج الشهير فرانسيس فورد كوبولا.. وتدور قصته في ستينيات القرن الماضي، حول شابين عاشقين يهربان من ديارهما بحثا عن حياة جديدة صاخبة. ويبدأ عرض الفيلم بدور العرض الفرنسية في نفس تاريخ عرضه بالمهرجان. أما في الختام، فيعرض - خارج المسابقة - فيلم "تريز ديسكيرو"، آخر أعمال المخرج الفرنسي الكبير الراحل كلود ميلر، الذي غيبه الموت في الرابع من أبريل الحالي.

إلى جانب "بعد الموقعة" وفيلم الافتتاح، يشارك في المسابقة الرسمية 20 فيلما، أبرزها: "كوزموبوليس" للكندي ديفيد كروننبرج، و"حب" للنمساوي مايكل هانيكي، و"مثل شخص يحب" للإيراني عباس كياروستامي، و"نصيب الملائكة" للبريطاني كين لوتش، و"المطاردة" للدنماركي توماس فينتربرج.

ويعرض في قسم "نظرة ما" 17 فيلما من بينها فيلم عيوش، وفي قسم "خارج المسابقة" ثلاثة أفلام، أهمها "أنت وأنا" للمخرج الإيطالي الكبير برناردو برتولوتشي، وفي عروض منتصف الليل فيلمان، وفي قسم "عروض خاصة" ثمانية أفلام، أبرزها "الجنة الملوثة" للألماني من أصل تركي فاتح أكين.. وبمناسبة الدورة الخامسة والستين، يعرض الفيلم التسجيلي "يوم خاص" (53 ق)، الذي صنعه رئيس المهرجان، جيل جاكوب، بنفسه بالاشتراك مع صامويل فور، ويدور حول كواليس مهرجان "كان"، خاصة في دورته الستين

No comments:

Post a Comment