Wednesday, February 29, 2012

مقالي عن ويتني هيوستن في "القاهرة" 21 فبراير

أسامة عبد الفتاح يكتب:
ويتني هيوستن.. آخر ضحايا "عقاقير الشهرة" الأمريكية
** من مارلين مونرو إلى بطلة "الحارس الخاص".. تاريخ من الجرائم والألغاز في هوليوود والمتهم أدوية "قانونية"
** بعض أصدقاء هيوستن يفجرون مفاجأة ويعلنون أنها كانت "مثلية" وأدمنت المخدرات للهروب من حقيقتها
لم تكن الوفاة المفاجئة لأسطورة الغناء الأمريكي ويتني هيوستن، في 11 فبراير الجاري، صدمة لمحبيها فحسب، بل كانت علامة استفهام جديدة ولغزا آخر يضاف إلى تاريخ طويل من الألغاز والجرائم الغامضة التي راح ضحيتها العديد من نجوم هوليوود والأوساط الفنية الأمريكية بشكل عام، والتي لم تكشف أسرارها ولم يتم التوصل للمسئولين عنها حتى اليوم.. ورغم وقوع كثير من هؤلاء النجوم في فخ إدمان المخدرات والكحوليات وإقدامهم على تدمير أنفسهم بطرق أخرى، إلا أن العديد من وسائل الإعلام الأمريكية أشارت بأصابع الاتهام إلى بعض العقاقير والأدوية المتداولة بشكل قانوني في الولايات المتحدة، وقالت بالحرف إن العقاقير المعتمدة من إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية "إف دي إيه"، والمتاحة للجمهور في الصيدليات، أصبحت سببا رئيسيا للوفاة في الولايات المتحدة بشكل عام، وفي الأوساط الفنية بشكل خاص.
على مدى سنوات طويلة، سقط العديد من مشاهير الغناء والتمثيل والأدب الأمريكيين بسبب الجرعات الزائدة من أدوية "الروشتات" الطبية العادية، التي تقول وسائل الإعلام الأمريكية إن الكثير منها يؤدي إلى الإدمان.. مات بعضهم كنتيجة لإساءة استخدام هذه الأدوية، فيما كان آخرون خارج وعيهم حرفيا نتيجة لتناولها، مما جعلهم فريسة لسلوك مهمل، بل انتحاري، قادهم إلى نهاياتهم الحزينة.. والغريب أن ذلك كان يتم تحت نظر ومتابعة أطبائهم الشخصيين، ولذلك كان من الطبيعي أن يخضع بعض هؤلاء الأطباء للتحقيق والمساءلة بشأن هذه الوفيات.
بدأت السلسلة سنة 1962، قبل عام واحد من مولد ويتني هيوستن، عندما توفيت أيقونة هوليوود مارلين مونرو، في لغز عالمي شهير ما زال مستعصيا على الحل حتى اليوم، وإن كان المعلن أنها دفعت حياتها ثمنا للإفراط في تناول المهدئات والمنومات.. ونفس السبب كان وراء رحيل الممثل الأمريكي نك آدامز عام 1968، حيث وجدت في دمه آثار لعقاقير مشابهة.. وشهد عام 1977 وفاة أسطورة الغناء العالمي إلفيس بريسلي، الذي كان له تاريخ طويل من إساءة استخدام العلاجات الطبية.. ومن الثابت أن طبيبه الخاص، جورج نيكوبولوس، كان يمده بنفسه بالأقراص التي أودت فيما بعد بحياته.
على الأرفف
وفي عام 1994، مات الموسيقي والمغني كيرت كوبان، ووجدت في دمه آثار لعقار "فاليوم" المهدئ، المطروح باستمرار على أرفف الصيدليات الأمريكية.. وبعد ثلاث سنوات، كان مصير مشابه ينتظر الممثل الكوميدي كريس فيرلي، الذي لم يسفر تحليل دمه عن العثور على أي مواد أو عقاقير محظورة، فيما وجدت بقايا لأدوية "قانونية" وصفها له أطباؤه المعالجون.. كما اتهم بعض الأطباء بالتسبب في مصرع الممثلة الأمريكية آنا نيكول سميث عام 2007، حيث تردد أنهم حرروا لها "روشتات" مزورة لتحصل بمقتضاها من الصيدليات على أقراص منومة ومسكنات ومضادات للتوتر، مما أدى في النهاية لوفاتها.
ويتذكر الكثيرون الرحيل المأساوي للممثل هيث ليدجر عام 2008، بعد تناوله "كوكتيل" من العقاقير التي وصفها له أطباؤه، ومنها "أوكسي كونتين"، و"فاليوم"، و"زاناكس"، و"يونيسوم".. وفي العام التالي، سقطت النجمة الشهيرة فرح فاوست ضحية الأدوية التي صرفت لها لمكافحة السرطان، حيث أكدت التقارير الطبية أنها أدت لزيادة معدلات انتشار السرطان عندها، مما قتلها في النهاية.. وفي العام نفسه، كان حقن "ملك البوب" مايكل جاكسون بعقار "ديميرول" - بمعرفة طبيبه الخاص - من الأسباب الرئيسية لرحيله المفاجئ، الذي يشبه كثيرا رحيل ويتني هيوستن، لتكتمل أوجه التشابه بين الأسطورتين، بعد اللون الأسمر والموهبة والشهرة الطاغية والموت المبكر.
ورغم أنه لم تعلن بعد أي أسباب رسمية لوفاة هيوستن، حيث لا تزال التحقيقات جارية، إلا أن هناك تقارير تشير إلى أن "عقاقير الشهرة"، المصحوبة بالكحول، هي التي أنهت حياتها، وليس الغرق.. ووفقا لهذه التقارير، فقد تناولت بطلة فيلم "الحارس الخاص" خليطا قاتلا من عقاقير "لورازيبام" و"فاليوم" و"زاناكس"، بالإضافة إلى حبوب منومة، لتموت قبل أن يسقط رأسها في مياه "بانيو" غرفتها بفندق "هيلتون بيفرلي هيلز" قبل عشرة أيام.
اختبار السموم
واتخذ المحقِّقون في أسباب الوفاة قرارًا بالتَّحقيق مع أطبائها والصيدليَّات الَّتي صرفت لها الأدوية المخدِّرة الَّتي وجدت في غرفتها عند وفاتها.. ونقلت الصحف الأمريكية عن مصدر مطلع لم تذكره أن القضية مازالت مستمرة والتحقيقات تتوقف بشكل كبير على نتائج اختبار السموم المنتظر أن تظهر خلال شهرين، وأن التحقيق مع الأطباء ومسئولي الصيدليات يعود إلى رغبة المحققين في معرفة ما إذا كان قد تم وصف تلك العقاقير المخدرة بطريقة طبية سليمة، أم بشكل مبالغ فيه جعلها تدمنها أو تتسبب في وفاتها.. وأشار إلى أن كمية الأدوية المخدرة التي تم العثور عليها - إلى جانب الخمر - في غرفة هيوستن عند وفاتها لم تكن كبيرة لكن في المقابل لم يستبعد أن تكون تلك الأدوية سببًا في وفاتها.
ووفقا للنقيب المتقاعد في مكتب الطبيب الشرعي، ديف كامبل، سيعمل المحققون على إحصاء العقاقير في كل زجاجة ومقارنتها بالوصفة الطبية التي كتبها الطبيب لهيوستن لمعرفة ما إذا كانت النجمة الكبيرة تناولت الجرعة الصحيحة أم أنها أفرطت في تناول بعض العقاقير.. وقال الرقيب ستيف أوفرمان، الذي أشرف على بعض القضايا المشابهة لقضية هيوستن: "المشاهير غالبًا لا يستشيرون سوى الأطباء الذين سيقدمون لهم الوصفات الطبية التي يرغبون فيها، وكثيرًا ما يستخدمون أسماء بعض المحيطين بهم عند التعامل مع هؤلاء الأطباء بحجة الحفاظ على الخصوصية، ولذلك تصبح محاولة رفع قضية ضد الطبيب أو الصيدلي أمرا في غاية الصعوبة".
وفي رواية مختلفة وغريبة، فجر بعض أصدقاء المطربة الراحلة مفاجأة كبيرة عندما أعلنوا أنها كانت "مثلية" وأن "شذوذها" هو الذي قتلها عندما أدمنت المخدرات في محاولة للهروب من حقيقتها التي كانت تحاول إخفاءها حتى عن ابنتها.. وقالوا إنها كانت تعرف أن "كذبتها الكبيرة" وحياتها الخاصة مع مساعدتها السابقة سوف تنكشف يومًا من الأيام وهو ما دفعها للهروب إلى إدمان المخدرات الذي قتلها.
الخوف من الكابوس
وأكد بيتر تاتشل، وهو ناشط في مجال حقوق المثليين، أن زواج ويتني هيوستن من بوبي براين كان مجرد "ستار" لإخفاء علاقتها السرية مع مساعدتها.. ونقلت صحيفة "ديلي ستار" الأمريكية عن "تاتشل" قوله: "كان على ويتني أن تواجه العالم بحقيقة علاقتها وحياتها لكنها فشلت وفضلت الغرق في عالم المخدرات خوفًا من كابوس انكشاف علاقتها السرية الذي كان يطاردها ليل نهار".
وزعم "تاتشل" أن ويتني عاشت أسعد حياتها ووصلت إلى قمة النجومية عام عندما كانت تعيش مع "صديقتها"، لكن خوفها من انفضاح علاقتها دفعها الى الابتعاد عنها وسارعت"مضطرة" إلى الزواج من بوبي براين في محاولة لإخفاء هذه العلاقة لكنها فشلت وبدأت في تعاطي المخدرات ومنذ ذلك الحين تحولت حياتها إلى معاناة وكارثة إنسانية.
وقالت مصادر أمريكية إن ويتني كانت على علاقة "شاذة" مع مساعدتها "روبين كراوفورد" منذ أن كانت فى السادسة عشرة من عمرها وكانت "ويتني" وقتها تبحث عن فرصة للعمل كعارضة أزياء.. واعترفت "روبين" بشكل غير مباشر بهذه العلاقة عندما كتبت رثاء في صحيفة "يو إس مجازين" قائلة: "لا أصدق أنني لن أعانقها وأسمع ضحكتها مرة أخرى".. وتناولت الصحف قصة "شذوذ" ويتني عام 2000 لكنها ردت على ذلك بقولها: "أنا أم ولست مثلية".
وفي كل الأحوال، يظل ميل الكثير من المشاهير إلى تدمير أنفسهم بأنفسهم لغزا يستعصى على التفسير، ويفوق ملابسات رحيلهم غموضا وتعقيدا، حيث يبدون مثل الفراشات التي تنجذب - جيلا بعد جيل - إلى النور لتحترق، من دون أن تتعظ بمصير من سبقوها

No comments:

Post a Comment