Tuesday, April 10, 2012


أسامة عبد الفتاح يكتب:

تسريبات "كان": مصر في المسابقة الرسمية أخيرا

** "بعد المعركة" ليسري نصر الله ينافس أفلام ماليك وأندرسون وكروننبرج على السعفة الذهبية

** خطأ فني يتسبب في نشر القائمة على موقع المهرجان لدقائق معدودة.. والإعلان الرسمي 19 أبريل

من المفترض أن يعلن مهرجان "كان" السينمائي الدولي رقم 65 (المقرر إقامته من 16 إلى 27 مايو 2012) عن الأفلام المشاركة في مسابقته الرسمية يوم 19 ابريل الحالي.. ورغم ذلك، فقد تسبب خطأ فني في نشر قائمة هذه الأفلام على الموقع الرسمي للمهرجان لدقائق معدودة منذ أيام، قبل الانتباه للخطأ ورفع القائمة من الموقع على الفور.. لكن تلك الدقائق كانت كافية لكي تلتقط إحدى مدونات المهرجان القائمة الثمينة وتنشرها، وتنقلها عنها العديد من المواقع الإلكترونية الدولية.



بالترتيب الأبجدي، جاء على رأس القائمة المسرّبة، التي لن تتأكد إلا بعد تسعة أيام ومن المحتمل أن تشهد بعض التعديلات، المخرج الكبير يسري نصر الله بفيلمه الجديد "بعد المعركة"، الذي يحمل كذلك اسم "ريم ومحمود وفاطمة"، في أول مشاركة مصرية بمسابقة "كان" الرسمية منذ 15 عاما، حين شارك المخرج الكبير يوسف شاهين في المسابقة عام 1997 بفيلمه "المصير"، وحصل في تلك الدورة - رقم 50 - على جائزة اليوبيل الذهبي للمهرجان عن مجمل أعماله.



نصر الله هو الاسم المصري والعربي والأفريقي الوحيد في القائمة، التي تضم 24 فيلما - وليس 20 كما هو معتاد، وكما كان الوضع العام الماضي - وتضم أيضا مجموعة من كبار مخرجي العالم الذين سيخوضون منافسة شرسة على السعفة الذهبية كعادة "كان" السنوية، ومنهم: تيرانس ماليك، الحائز على سعفة "كان" الذهبية العام الماضي عن فيلمه "شجرة الحياة"، والذي رشح عنه أيضا لأوسكار أحسن مخرج، وديفيد كروننبرج ومانويل دي أوليفيرا وبول توماس أندرسون، صاحب التحفتين "ماجنوليا" و"سيكون هناك دم"، الذي رشح عنه لجائزتي أوسكار أفضل مخرج وأحسن سيناريو عام 2007، وبارك شان ووك، الفائز بجائزة لجنة تحكيم "كان" عام 2009 عن فيلم "عطش".



24 فيلما



ونلاحظ في القائمة العودة الأمريكية القوية، والحضور الآسيوي الكبير، وبعض المفارقات الطريفة، ومنها أن هناك 80 عاما كاملة تفصل بين عمري أكبر المخرجين المشاركين، مانويل دي أوليفيرا (103 أعوام) وأصغرهم، زافييه دولان، الذي لا يتجاوز عمره 23 عاما.. وفيما يلي القائمة الكاملة:

- "بعد المعركة" ليسري نصر الله

- "البيت الكبير" للمخرج الإيطالي ماتيو جاروني

- "الدفن" للأمريكي تيرانس ماليك

- "كوزموبوليس" للكندي ديفيد كروننبرج

- "عن الصدأ والعظام" للفرنسي جاك أوديار

- "إليفانتي بيانكو" للأرجنتيني بابلو ترابيرو

- "جيبو والظلال" للبرتغالي مانويل دي أوليفيرا

- "المساء الكبير" للفرنسيين جوستاف كيرفرن وبينوا دوليبين

- "من الصعب أن تكون إلها" للروسي أليكسي جيرمان

- "في بلد آخر" للكوري الجنوبي هونج سانجسو

- "أرض الأمل" للياباني سونو سيون

- "لورانس في كل الأحوال" للكندي زافييه دولان

- "السيرة الذاتية لكاذب" للثلاثي البريطاني بيل جونز وجيف سيمسون وبن تيملت

- "اليد في اليد" للفرنسية فاليري دونزيللي

- "الأستاذ" للأمريكي بول توماس أندرسون

- "ميشيما" للياباني كوجي واكاماتسو

- "مملكة طلوع القمر" للأمريكي ويس أندرسون

- "لا" للتشيلي بابلو لارين

- "بياتزا فونتانا" للإيطالي ماركو توليو جيوردانا

- "حمامة وقفت على فرع شجرة تفكر في الوجود" للسويدي روي أندرسون

- "مكان خلف شجر الصنوبر" للأمريكي ديريك سيانفرانس

- "بروفيزوريو" للروماني كريستيان مونجيو

- "موسم الأموال" للإيراني بهمان جوبادي

- "الوقاد" للكوري الجنوبي بارك شان ووك



استحوذت أوروبا إذن على نصيب الأسد من أفلام مسابقة "كان" هذا العام، حيث أن هناك عشرة أفلام من دول هذه القارة، ويبدو ذلك منطقيا تماما في إطار أنها تستضيف المهرجان.. تليها أمريكا الشمالية بستة أفلام، وآسيا بخمسة، وأمريكا الجنوبية باثنين، فيما يمثل فيلم يسري نصر الله وحده مصر والوطن العربي وأفريقيا.



تاريخ طويل



نصر الله له العديد من المشاركات السابقة في مهرجان "كان"، أبرزها عرض فيلمه "سرقات صيفية" في قسم "نصف شهر المخرجين" عام 1988، وفيلمه الكبير "باب الشمس" خارج المسابقة عام 2004، بالإضافة لإخراجه أحد الأجزاء العشرة لفيلم "18 يوما"، الذي عرضه مهرجان "كان" العام الماضي في إطار برنامج تكريم مصر بعد ثورة 25 يناير.



"بعد المعركة"، أي بعد الثورة، تجربة فريدة كما وصفه مخرجه في العديد من التصريحات الصحفية والتليفزيونية، حيث لم يكن هناك سيناريو مسبق بالمعنى المفهوم، وصنعه يسري نصر الله في الفترة ما بين مايو وأكتوبر 2011، حيث قرر الكتابة والإخراج تدريجيا والتعديل المستمر مع تطور الأحداث، بين الاستفتاء على التعديلات الدستورية، الذي أجري في 19 مارس، والانتخابات التشريعية.

الفيلم شارك في كتابته عمر شامة، ويضم 5 شخصيات أساسية: "ريم" (منة شلبي)، وهي ناشطة سياسية تعمل في إحدى شركات الإعلانات، ولكنها تواجه مشكلة في عملها عندما تقرر الشركة تنفيذ حملة للتوعية من خلال الاستعانة بكومبارس.. بينما يجسد باسم سمرة دور "محمود"، وهو فقير متزوج من "فاطمة" (ناهد السباعي) ولديهما طفلان، ويمثلان الطبقة الفقيرة أو المعدومة التي تعانى في البحث عن قوت يومها.. والشخصية الرابعة سيدة تهتم بحقوق الحيوان (فيدرا)، وعندما تنغمس في الواقع تكتشف أن الإنسان لم يحصل على أدنى حقوقه.. أما الشخصية الأخيرة فهي ناشطة سياسية تجسد دورها سلوى محمد علي.

تم تصوير الفيلم بين ميدان التحرير ونزلة السمان، وكان من المفترض أن ينتهي في نوفمبر الماضي، مع الانتخابات الرئاسية، وفقاً للخطة التي أعلنها المجلس العسكري في فبراير 2011، إلا أن تأخر الأمر حتى ميعاد جديد في يونيو المقبل، جعل أحداث الفيلم تنتهي مع "مليونية الفرصة الأخيرة" التي شهدها ميدان التحرير يوم الجمعة 25 نوفمبر الماضي.. وقال نصر الله إنه صور الفيلم بكاميرا ARRI ALEXA ديجيتال فائقة الجودة، وأجرى عمليات ما بعد التصوير في معامل فرنسا.

سينما الثورة

وفي تصريحاته، شرح المخرج وجهة نظره في إخراج فيلمين - حتى الآن - عن الثورة، بعكس سينمائيين كثيرين يرون أن الوقت لم يحن بعد لتقديم فيلم حقيقي عما حدث في مصر بدءا من 25 يناير 2011، حيث قال: "أعتقد أن السينما الروائية الطويلة تعاني بشكل عام من أزمة وارتباك وعدم استقرار، والأفلام التي عرضت - سواء قبل الثورة أو بعدها - واجهت ظروفا صعبة، وهناك من يفكر بمنطق أن الوقت مازال مبكرا على تقديم أفلام عن الثورة وأننا نحتاج أن نعرف (راسنا من رجلينا)، رغم أن هناك حالة تجعل أي شخص منفعلاً وهذا الانفعال هو المادة التي عادة تقدم من خلالها الأفلام".

وأكد أن الأفلام التي قدمت عن الثورة ربما لم تكن على مستوى الحدث لأننا كمواطنين لم نكن على مستواه المليء بالتعقيدات والأسئلة، مشيرا إلى أن ثورة 25 يناير لا تحتاج إلى فيلم مثل "رد قلبي"، الذي قدم عن ثورة يوليو، أو أفلام حرب أكتوبر التي ليس من بينها عمل يعبر عن ذلك الانتصار العظيم. وقال: "كلمة (لسه بدري) على تقديم فيلم عن الثورة تجعلني أشعر كما لو أننا عاجزون، ولا يصح أن أكون منفعلا بحالة ولدى صور ومشاعر وأشخاص حقيقيون وأحداث وكل هذه (اللخبطة) الموجودة والتي تعتبر المادة الخام للفن ولا أقدمها في فيلم.. إذا لم أقدم فيلما وأنا منفعل، فمتى سأقدمه؟".

واختير فيلم "مملكة طلوع القمر"، المشارك في المسابقة الرسمية، لافتتاح مهرجان "كان" هذا العام، وهو من إخراج ويس أندرسون الذي شارك في كتابة السيناريو مع رومان كوبولا، نجل المخرج الشهير فرانسيس فورد كوبولا.. وتدور قصته في ستينيات القرن الماضي، حول شابين عاشقين يهربان من ديارهما بحثا عن حياة صاخبة. ويبدأ عرض الفيلم في صالات السينما الفرنسية في نفس تاريخ عرضه في المهرجان.

وأعلن منظمو المهرجان أن الفيلم، الذي يشارك في بطولته بروس ويليس وبيل موراي، يعد "قصة معذبة ومفاجئة للأطفال والبالغين في أيام عاصفة من صيف 1965". وقال المندوب العام للمهرجان تييري فريمو: "يعد ويس أندرسون إحدى القوى الصاعدة في السينما الأمريكية، فهو يدخل إليها لمسة شخصية للغاية، ولاسيما في فيلم مملكة طلوع القمر".



واختار "كان" ملكة الإغراء الأمريكية مارلين مونرو لتكون رمز المهرجان في 2012، احتفالا بالذكرى الخمسين لرحيلها، التي تحل في أغسطس المقبل، وبدورته الخامسة والستين، حيث تبدو أيقونة هوليوود - في صورة بالأبيض والأسود - وهي تطفئ شمعة في أفيش المهرجان. ويرأس لجنة التحكيم الرئيسية هذا العام المخرج الإيطالي الكبير ناني موريتي.

No comments:

Post a Comment